أثار قرار النجم المصري محمد صلاح بالاعتزال الدولي، ردود فعل متباينة من قبل الجماهير المصرية، بين مؤيد ومعارض. وكان منتخب مصر تعادل أمام نظيره موزمبيق (2/2) بالجولة الأولى من دور المجموعات لبطولة كأس أمم إفريقيا، لتفتح الجماهير المصرية النار على لاعبي الفراعنة، وتوجه لهم انتقادات حادة، خاصة إنها تمني النفس بلقب إفريقي ثامن، بعد أن غابت الكأس الذهبية عن أرض الفراعنة منذ 14 عامًا، علماً بأن منتخب مصر يحمل الرقم القياسي في عدد الفوز بالنجمة الإفريقية بواقع 7 ألقاب. وأفلت منتخب مصر من هزيمة مؤكدة أمام منتخب موزمبيق (المتواضع)، حيث احتسب حكم اللقاء ركلة جزاء لصالح الفراعنة عقب العودة إلى تقنية الفيديو، في اللحظات الأخيرة من المباراة، عندما كانت تشير النتيجة إلى تقدم موزمبيق 1/2، وحولها محمد صلاح إلى هدف، كان بمثابة النجاة لمنتخب بلاده، لتنتهي المباراة بالتعادل الإيجابي 2/2. وبحسب الصحفي الرياضي المصري أحمد درويش، فإن صلاح يدرس حالياً قرار الاعتزال الدولي، في حال توديع منتخب مصر لبطولة كأس أمم إفريقيا، وخسارته اللقب للمرة الرابعة. وقال درويش في تصريحات: "صلاح تحدث مع بعض اللاعبين المقربين له داخل صفوف المنتخب، وقال لهم إنه يدرس قرار الاعتزال الدولي إذا لم يتوج باللقب الإفريقي في هذه النسخة". وبعد تداول الخبر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، جاءت ردود أفعال الجماهير المصرية غير متوقعة على الإطلاق، حيث أبدت موافقتها على القرار وطالبت صلاح باتخاذه سريعاً، لا سيما أن جزء كبيراً منها يرى أن الفرعون المصري لم يقدم ما يشفع له بقميص منتخب بلاده حتى الآن، عكس ما يظهر عليه من تألق وتوهج مع ناديه الإنجليزي ليفربول. وكتب أحد المشجعين، تعليقاً على الأمر: " أول مرة أشوف شبه إجماع على رفض الجماهير لطريقة لعب صلاح مع المنتخب، نسخة المنتخب غير نسخة الليڤر معرفش تعليمات من كلوب بعدم الالتحام أو في إيه بظبط، الحقيقة صلاح مبنحسش بيه في المنتخب نهائي، وليس له أي دور، أتمنى يكون التفكير في اعتزال اللعب الدولي حقيقي، يريح ويستريح"، وكتب آخر: "كله يفتكر التويتة دي، مصر مش هتاخد أمم إفريقيا إلا بعد اعتزال صلاح"، وعلق ثالث: "راجع تاريخ صلاح مع المنتخب منذ اعتزال الكبار، واذكر عدد المباريات التي شعرت فيها إنه بيلعب بروح أو خوف على اسم وسمعة المنتخب، أقسم بالله العظيم شيل صلاح من المنتخب هنرجع نلعب بحماس وروح كبيرة". ويرى مشجع آخر، أن اعتزال صلاح سيعود بتأثيره الإيجابي على منتخب مصر المعروف عنه الجماعية على مر التاريخ، حيث قال: "اعتزال صلاح دولي هيبقى تأثيره إيجابي على المنتخب، ميزة منتخب مصر طول تاريخه إنه منتخب جماعي ومبيعتمدش على لاعب واحد، وكنا بنغلب فرق إفريقيا وهما فردياً أعلى من لاعيبتنا بكتير، مصر عمرها ما كانت فريق النجم الأوحد وعمرنا ما هناخد بطولة بالنجم الأوحد". ولم يحقق محمد صلاح أي لقب دولي مع منتخب مصر، إذ قاد الفراعنة إلى نهائي كأس أمم إفريقيا مرتين من أصل 3 مرات شارك فيها، إلا أن الفراعنة خسروا اللقب فيهما، الأولى أمام الكاميرون 1/2، والثانية أمام السنغال في النسخة الماضية 2021 بفضل ركلات الترجيح، أما المرة الثالثة التي لعب فيها صلاح مع مصر في بطولة إفريقيا، كانت عام 2019 وودع منتخب بلاده المسابقة مبكراً من دور الـ 16 على يد جنوب إفريقيا، رغم أن البطولة كان مقامة على أرض مصر، وتوج بلقب هذه النسخة منتخب الجزائر على حساب السنغال. الجدير بالذكر أنه رغم التعادل بين مصر وموزمبيق، إلا أن محمد صلاح حقق أرقامًا قياسية بالجملة بعد هدف الإنقاذ، حيث أصبح النجم الدولي أول لاعب في تاريخ الفراعنة يتمكن من هز الشباك خلال 4 نسخ متتالية لكأس الأمم الإفريقية، إذ رفع رصيده إلى 7 أهداف، يتقاسم بها المركز الرابع في قائمة الهدافين التاريخيين لمنتخب مصر بكأس الأمم الإفريقية، مع النجمين المعتزلين علي أبو جريشة وطاهر أبوزيد، بفارق 5 أهداف خلف النجم الراحل حسن الشاذلي الهداف التاريخي لمنتخب الفراعنة في البطولة الإفريقية.